
رمضان ابو إسماعيل يكتب: الصفحات الوهمية فيها سم قاتل

- هذه الصفحات نشاط اجرامي يدمر المجتمع يقف وراءه مجموعة من عديمي الأخلاق يخدمون من يدفع
- العذاب الأليم وعد الله لمن يحبون اشاعة الفاحشة.. وأشر الناس يوم القيامة من يتقيه الناس مخافة لسانه
- تجذب هذه الصفحات بعض المتحمسين أو ناثصي الوعي والثقافة تحت دعاوي مكافحة الفساد وفضح الفاسدين
- وجود جمهور لهذه الصفحات الوهمية أكثر داعم لها.. الغريب أن أكثر الداعمين في الحقيقة هم رافضين لها
يتوعد الله تعالي في كتابه العزيز، كل من يحب أن تشيع الفاحشة في الذين أمنوا بالعذاب الأليم في الدنيا الآخر، في قوله تعالي:"إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والل يعلم وأنتم لا تعلمون". ويتضح جليا من النص أن المستهدفين من عذاب الله الأليم في الدنيا والآخر كل من يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين أمنوا بمعني أن هذه الفئة المستهدفة تضم من أسهم في هذا الفعل أو شجع عليه أو قبل به حتي. وتوعد الله هؤلاء من يحبون إشاعة الفاحشة، بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة.
أقول هذا الكلام بمناسبة الصفحات الوهمية التي تطل علينا برأسها في كل موسم انتخابات يقف وراءها مجموعة من عديمي المبادئ الذين يتخفون وراء ستار من الستر الإلهي وهم عن الله لاهون، والله لو تماديتم في جرمكم يأتي عليكم يوما يكشف الله ستره عنكم ولن تجدوا لكم وليا ولا نصيرا.. مجموعة من عديمي المبادئ الذين يستميلون لهم بعض الكارهين للفساد وغيرهم من ناقصي الوعي والثقافة، يكشون ستر الله تعالي عن عباده دون مراعاة لآداب عامة أو قيم مجتمع. طبعا كل بني آدم خطأ وخير الخطائين التوابون.
أري كل من يقف وراء هذه الصفحات الوهمية التي تستهدف سمعة خلاق الله ما هم إلا مجموعة من الأفراد يشتركون في أمر واحد وهو الفشل، فجميعهم فشلة كل في مجاله، فشلوا في تحقيق نجاح أو انجاز يعطيهم شرعية التواجد بين الناس في العلن، لذلك وجدوا في مثل هذه الممارسات الإجرامية سبيلا لتحقيق نجاحات من وراء ستار. هؤلاء جميعا -في رأيي- يصدق عليهم قول النبي صلي الله عليه وسلم: " إن شر الناس منزلة يوم القيامة من يتقيه الناس مخافة لسانه".
ويحضرني كلما رأيت مثل هذه الصفحات وما يكتب عليها من تهديدات لكل مخالف لهم أو رافض لنهجهم مشهد الرائع أحمد توفيق في فيلم "شئ من الخوف"، عندما ذهب يطالب الناس بالاتاوة فكان ردهم السخرية منهم فما كان منه إلا ترديد كلمات التهديد والوعيد لهم بقوله: "انتم مش خايفيين ولا أيه.. انتم مش بتخافوا غير من عتريس.. انا أوسخ من عتريس.. أنا بلوة سودة .. أنا سفاح.. أنا شراني".. هكذا هم من يتخيلون أنفسهم يتخيلون أنفسهم أبطال وهم مجرد مجرمون يهددون ويتوعدون من يخالفهم ومفيش مانع أبدا لو كان الأمر يستحق نبتز من يخاف من النشر.
اعتقد أن أكثر هذه الصفحات يقف وراءها شخصيات سياسية ليس لديها دين ولا قيم ولا أخلاق، فقط هدفهم تحقيق الفوز في منافساتهم متناسين أن الله تعالي شاهدا وأنه فيه موت وفيه حساب وجنة ونار.. هؤلاء لا يمانعون من تشويه أقرب الناس لهم في سبيل ابعاد التهم عنهم.. وترضية هذا القريب مش كتيرة خصوصا لو كانوا من العبيد لا أكثر. هذه الصفحات تتخفي تحت شعارات مكافحة الفساد وفضح الفاسدين وهم أكبر داعمين للفساد وخير دليل أن تجدهم يهددون ولا يفعلون ويشوهون في خلق الله دون دليل أو اثبات فقط كلام كلام كلام لإسكات البعض أو التأثير علي مصداقيتهم عند الناس.
وأكثر ما يحزن في هذا الأمر، هؤلاء الذين يكتفون فقط بالمشاهدة والضحك والشماتة في خلق الله وهم لا يدرون أنهم قد يكونوا ممن يصفقون للباطل وأن يحسبوا -لاقدر الله- ممن يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين أمنوا فيحق عليهم -لا قدر الله- عذاب الله الأليم في الدنيا والآخرة.. أقول هذا الكلام حسبة لله تعالي والحمد لله تعالي لا أخشي في الله لومة لائم، لأن رسولنا الكريم، صلي الله عليه وسلم، قال" .. وإن اجتمعت الأمة علي أن يضروك بشئ لن يضروك إلا بشئ قد كتبه الله عليك".
وأخيرا وليس آخرا، بلاش تعطوا لمثل هذه الخسة مساحة أكبر حتي لا تتسع وبلاش تسهم في نشر هذه الفاحشة بعمل اعجاب أو تعليق علي بوست قد يكون الحق الذي يراد به باطل، فالخمر والميسر فيهما منافع لكنهما حرام، لأن إثمهما أكبر من نفعهما، لقوله تعالي: ﴿ ۞ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا ۗ وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ﴾..وضروري تفكروا كويس من المستفيد من هذه الكلام الفارغ خدوا بالكم ليه بتنزل بوستات وبعد كدة تتشال خدوا بالكم هو ليه بتنزل تهديدات لبعض الأشخاص لينتظر البعض ما سيتم نشره دون جدوي.. وخدوا بالكم ليه لما بينشروا عن البعض تلاقي كلامهم مجرد انشاء دون أي شئ مسيئ علي عكس النشر عن أشخاص أخري لتكسيرهم ولهز صورتهم أمام الناس لافقادهم شعبيتهم..
.. وبعد كل ده ادعو الله تعالي أن يجعل كلامنا خفيف عليهم، وأن يجعل كيد الكائدين في نحورهم، وأن يقينا وإياكم شر الفتنة ما ظهر منها وما بطن، وأن يرزقنا واياكم الاخلاص في القول والعمل.